الشيخ المحبوب
كان الضاوي رجلا مسنا بلغ من العمر عثيا , كان يعيش في إحدى الماشر النائية في كوخ قديم ذو كوة صغيرة تلج منها خيوط أشعة الشمس الدافئة الحنونة كل صباح , امتهن حرفة صناعة الخزف منذ نعومة أضافره حتى أصبح شيخا عجوزا ,كنت ألمحه كل صباح باكر ينظف أمام كوخه المتواضع يحي الغادي و الرائح .
كان يرتدي جلباب رديء وينتعل "بلغة" صفراء تقليدية أصيلة, كما تفنن الزن في نقش التجاعيد على وجهه البشوش, اتصف بالقامة الفارعة و الجسم النحيف و اللحية التي اختلط لونها بالأبيض و الأسود بالإضافة إلى عينا الغائرتين السوداويين , فضلا عن الطاقية التي لم تبارحه منذ طفولته .
كانت علاقته بأهل القرية جد حميمية تسودها المحبة و المودة ,فقد كان أناس القرية يحبونه سيما الأطفال الصغار , وكان يلتقي يوميا بصديقه القديم سعيد فيمضيان ساعة أو أكثر في عد السلع و ترتيبها , كما يتمتع الشيخ بعادات مازالت عالقة في دهني حيث كان يوزع الحلوى كل جمعة على أطفال الدوار و يحكي لهم قصصا أزلية عنترية خرافية كنت أتابعها عن كثب... وهذا هو سر عشق الصبية للشيخ العجوز......