الملاهي و ألعاب الفيديو تهدد مستقبل التلميذ المغربي
في عصر كهذا يصعب على التلميذ أن يركز على دراسته نظرا للملاهي المهلوسة التي تحيط به, وحتى نكون منصفين فليست الدولة الوحيدة المسؤلة عن تراجع المستوى الدراسي بالمملكة فالمجتمع مشارك أيضا بنسبة تفوق الخمسين بالمئة في هذا التراجع , كيف ذلك ؟
إذا ألقيت نظرة شاملة على المدارس العمومية المغربية بدون أي استثناء سنجد أن عددا محترما من قاعات الألعاب و ملاهي القمار تحيط بها, فكيف نريد أن نحصل على الزيت و العصارة معطلة ؟
ففي الوقت الذي يعتقد فيه والي التلميذ أن ابنه في حجرة الدرس يكون التلميذ قد ملك عقله شبح الألعاب و الملاهي داخل صالة الانحراف, لكن الغريب هو أن غالبية الآباء لا يكترثون لأبنائهم طيلة السنة الدراسية حيث الكثير منهم يجهلون أوقات فراغ أبنائهم أو حتى موقع المدرسة , فكيف يلوم الآباء أبنائهم في آخر السنة على النتائج السيئة .
وما يثير الجدل و الخوف على التلميذ هو أن هذه القاعات لا تقتصر فقط على اللعب و التسلية بل تروج بداخلها المخدرات بجميع أشكالها و ألونها , إذن فلا يجب علينا منذ الآن أن نسأل لماذا غالبية الشباب" مرفوعين " عن الوجود .
ألم يكن على السيد وزير الداخلية شكيب أن يغلق مثل هذه القاعات التي تدمر مستقبل رجال الغد عوض إغلاق دور القرآن الكريم التي تنور الفكر الديني لطلابها , هذا فضلا عن المراقبة المشدد التي يجب أن يفرضها الآباء على أبنائهم أو على الأقل معرفة أوقاتهم الفارغة و المراقبة الدورية لنتائج فروضهم, بالإضافة إلى المراقبة التي يجب أن تفرضها المؤسسة على التلميذ و ذلك بشغل أوقات التلميذ الفارغة بالأنشطة و المسابقات الثقافية بالإضافة إلى الندوات التوعاوية كل هذا لنحصل على تلميذا ناضج واعي بالمسؤولية قادر على أن يكون رجلا يعتمد عليه في المستقبل .
وهذا لا يعني أننا نكبل التلميذ و نضيق عليه و نجعله في زنزانة بل العكس يمكن للأب أن يصديق لإبنه و يلعب معه أو يختار له أصدقاء طيبين و بذلك نحافظ على التوازن الإيجابي بين الدراسة و اللعب