[color=red]الشعوذه تجتاح أوساط المملكة المغربية[/color]
يؤمن الكثير من حثالة المجتمع و جهلائه بالسحر و الشعوذة , لقد كان في القديم طبقة من الناس البسطاء المهمشين هم الذين يصدقون و يؤمنون بمثل هذه الخرافات التي ليست لها أي صلت بديننا الحيف و لا بعلوم المنطق ولكن في أيامنا هذه أصبحت كل شرائح الشعب بمختلف ألوانها مثقفين أطباء تجار أساتذة على"الهوا سوا"...فقد أصبح العالم العربي و خصوصا المغرب يعج بعشرات الآلاف من أضرحة" الأولياء الصالحين" كما يزعمون ,حتى أضحى من الغريب أن تجد مدينة مغربية لا تحتوي على ضريح والي صالح.
يعتقد بعض المغاربة المتخلفين أن التمسح بقبور الأولياء الصالحين قد يشافيهم من أمراضهم النفسية لكن في الحقيقة ما يفعلونه هو توهم و جهل لا يمكن لأي عاقل في الدنيا تصديقه بل يزيدون الطينة بله, فمثلا ضريح "بويا عمر" الذي يعد من أشهر الأضرحة في المملكة حيث يتم تكبيل المريض بسلسلة حديدية و زجه في زنزانة في ثوب بيت حتى يتهيأ لهم أن المريض قد تعافى, فكيف سنعالج هذا المريض الجاهل بهذه الطريقة الوحشية ؟
أم النوع الثاني من المغاربة الجهلاء يتقدمون "بالدبيحة" أو الهدايا للوالي الصالح اعتقادا منهم أنه سيحقق لهم أمنياتهم بل هناك وقاحة أكثر من هذه حينما يعتبرون أن ذلك الوالي وسيط بينهم و بين الله عز شأنه . فلماذا لا نتضرع لله مباشرة ونصلي له و نتدلل له عوض أن نؤمن بمثل هذه الخرافات التي تتعارض تماما مع منطق ديننا الحنيف.
أما السحر فهو جزء لا يتجزء من الشعوذة حيث يدعى البعض أنه يتنبأ بمعرفة الغيب و تسخير الجن أو عمل أشياء ليست بطبيعية ولا يمكن لأي شخص عادي القيام بها, لكن على بساط المنطق و الواقعية ما هذه الأعمال إلا نصب و استغلال لسذاجة المواطنين الأغبياء وقد حرمها الإسلام وحاربها , حيث تلجأ المرأة الغربية إلى الساحرة أو "الشوافة" بلهجة المغربية و تعني امرأة دجالة تمتهن حرفة الكذب و الخداع لتبهر زبنائها و وتوهيمهم أنها تتنبأ بالغيب و بما سيحصل عما قريب لتطلب منها أن تهيئ لها خلطة سحرية لتجعل زوجها تحت إمرتها , فتكون نتيجة تلك الخلطة تسمم الرجل أو فقدانه لذاكرته , فلقد قرأت في إحدى المجلات المغربية أن من بين الطبخات السحرية التي تلجأ إليها النساء لإخضاع رجالهن لسان الحمار ناهيك عن بعض الأعشاب السامة التي تجهلها معظم الساحرات , ألم يكن من السهل أن يخضعن رجالهن بالمعاملة الودودة عوض الالتجاء إلى هذه الأفعال المشنة و التي قد تعرض الإنسان للخطر.
و ما يثير الحنق هو أن رجال الدولة و أصحاب القرار لا يكترثون للوضعية التي تعيشها مختلف شرائح الشعب بل يدعمون هذه الأعمال ألم يكن على السيد شكيب وزير الخارجية أن يعمل على محاربة هذه الأفعال المشينة عوض أن يستغل سلطته في غلق دور القرءان ألم يكن باستطاعة التوفيق أن يمول قافلة تضم خيرة الدعاة و المشايخ الأفاضل لتنوير الفكر الديني عند الإنسان الجاهل أما الإنسان المثقف الواعي فلا يسعني أن أقول له إلا " لاحول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم".
فلا يمكن أن نحارب الجهل و التطرف و التخلف من أوساطنا بالكلام الفارغ فيجب علينا نحن كمواطنين و الدولة كأصحاب قرر أن نسارع و نوحد قوانا لنعمل معا جاهدين على محاربة مثل هذه الأعمال التافهة و الخرافية و التي لا تزيدنا إلا تخلفا و رجوعا للعصر الحجري
الرئيسية 
