الشركة السورية للنفطالجيوكيمياء الاستكشافية

تبنى الطريقة الجيوكيميائية السطحية في التنقيب على اكتشاف التجمعات /الطفوات / الغازية في التربة السطحية وذلك فوق المكامن المعدنية والسائلة والغازية ، هذه التجمعات الغازية تتكون وتنتشر حسب خواصها الفيزيائية والكيميائية ، وهي تختلف حسب نوع المكمن الباطني سواء كان معدني أو نفطي – غازي ، وسوف نعالج هنا ما يتشكل منها فوق منابع النفط والغاز ، حيث وبالتحديد منذ اكتشافها بدأ تطور الطرق الجيوكيميائية السطحية في التنقيب .

إن الدراسات الجيولوجية و الجيوفيزيائية الحقلية عموماً تقدم لنا معلومات عن بنية الطبقات الرسوبية وعن تواجد مصائد بنيوية معينة ، إذا تواجد في هذه المصائد نفط أو غاز أي إذا وجد مكمن فإن الغازات تحت تأثير العوامل الباطنية المختلفة و وفق خواص الامتصاص و الارتشاح وخواص الهجرة الباطنية قد تنتقل من هذه المكامن باتجاه السطح مكونة تلك الطفوات الغازية التي نتحدث عنها . وبواسطة أجهزة دقيقة وحديثة فإن هذه العناصر الغازية تلاحظ فوق مجمل سطح المكمن النفطي أو الغازي بنسب مختلفة .
إن هجرة النفط و الغاز ظاهرة موثقة بشكل جيد ، إلاّ أن فهم الآلية الدقيقة التي تتحكم بالهجرة يبقى ضعيف و جدلي و يتركز الجدل الأكبر حول السلوك المرحلي للبترول أثناء الهجرة الرئيسية والثانوية . و بغض النظر عن السلوك المرحلي أثناء الهجرة فقد تم الإقرار بشكل عام بأن اتجاه الهجرة يتوقف بشكل رئيسي على قابلية الطفو و القوى الناتجة عن الضغط و تركيز المكامن النفطية.
جميع هذه العوامل تؤدي إلى ميل عام باتجاه الهجرة العمودية، و تؤدي اختلافات الخواص النفوذية إلى الهجرة الجانبية ذات الطابع المحلي ضمن سياق الاتجاه الإقليمي للهجرة نحو السطح .

منذ البدايات المبكرة لاكتشاف النفط تم استخدام النزوحات المرئية للبترول على السطح من قبل الجيولوجيين، وذلك لتحديد مواقع التراكمات النفطية التحت سطحية، وبالرغم من هذه المعرفة فإن الكثير من المستكشفين يعتبر أن النز الضئيل للهيدروكربون لا يمكّّن بالضرورة من إصدار أحكام بوجود المأمولية.
إن المؤشرات الهيدروكربونية السطحية الناتجة عن النز الدقيق من الأعماق الباطنية يمكن أن تقدم لنا معلومات متعلقة بوجود الصخر الأم أو التراكمات العميقة و معلومات بخصوص نوع المادة الناتجة ( نفط و غاز ) .

من أجل تنفيذ الدراسات الجيوكيميائية السطحية يمكننا استخدام طرق مباشرة و أخرى غير مباشرة :

تعتمد الطرق المباشرة على قياس تركيز الغازات الهيدروكربونية مباشرة في هواء التربة الحر .

بينما الطرق الغير مباشرة في تحديد النز الدقيق للهيدروكربون تتم بالتفتيش عن عناصر الأثر أو اتحاداتها المتواجدة في التربة و التي كانت قد تشكلت برفقة النفط أو نتيجة لعمليات التحول التي يخضع لها النفط أثناء تجمعه و هجرته المختلفة .
هذا و تستخدم الشاذات الإيجابية في البارامترات المذكورة أعلاه لتحديد النز الدقيق و العلاقة التي تربط ما بين النز ذو الكميات الكبيرة ووجود التراكيب التحت سطحية(إغلاقات و فوالق) ، وتوثق عادةً الدراسات التي تظهر بشكل مباشر أو غير مباشر وجود ظواهر الأناماليا للنز فوق أو بالقرب من التجمعات الهيدروكربونية المعروفة أو الصخر المولد .
لقد أحرزت التقنيات الغير مباشرة للكشف عن الهيدروكربونات الباطنية نجاحاً مهماً داعماً للتقنيات المباشرة و التي يمكن من خلالها معرفة أي تغيير في الشروط الجيوكيميائية لمنطقة الدراسة / عوامل الأكسدة و الإرجاع و النشاط البكتيري المختلف و الناتج الذي تشكل إثر ذلك / .
أهمية عنصر الأثر كمؤشر على هجرة النفط وتراكمه تعتمد على عمليات الكيمياء الفيزيائية الناتجة عن تشتت وتسرب الهيدروكربونات والسوائل المترابطة داخل الطبقة الرسوبية وعلى استقرار عناصر الأثر في بيئة التجمع ( كوندراتوف 1978) وهذا ينطبق بشكل جيد على المؤشرات النظائرية للكربون