البطالة في الوطن العربي
يعتقد الكثير أن العاطل عن العمل هو أي شخص كيفما كان فقد أمله في العثور على عمل فهذا خطأ يرتكبه الكثير من الناس الغير الواعين.فلسنا بحاجة لنكون أساتذة جغرافيا حتى نستوعب مفهوم البطالة فهي بكل بساطة عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن توافرت له القدرة على العمل والرغبة فيه, فالبطالة معضلة دولية ذات أبعاد اجتماعية اقتصادية ظهرت مع بداية ازدهار الصناعة, فقد أظهر تقرير الولايات المتحد مؤخر مدى استفحال الظاهرة خصوصا في مناطق الشرق الأوسط و العالم العربي حيث عرفت نسبة البطالة ارتفاعا فاق 186 مليون عاطل حول العالم أي بمعدل 6.2 بالمئة من إجمالي القوة العاملة في العالم.
و من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في استفحال الظاهرة الحرب الأمريكية على العراق التي كلفت العالم ميزانية ضخمة فاق الترليون بالإضافة إلى تراجع في المؤشرات السياحة الدولية جراء المخاوف من الإرهاب فضلا عن الأزمة الاقتصادية الراهن التي أصبحت تثير قلقا حاد يوم بعد يوم.
فالمواطن العربي المسكين يمضي شبابه كله في الكد و الكفاح من أجل الحصول على الدكتوراه ليجد نفسه يتسكع في الشوارع أو يبيع السيجارة في ‘راس الدرب' فيصبح بذلك يعاني من الفراغ فتكون النتيجة إما الانحراف أو الانتحار.
فعلى من سنلقي باللوم هل على الدولة التي لم تستطع خلق مناصب شغل لهم أم على المجتمع ؟
فمثلا في المغرب جل خريجي شعبة الآداب يعانون من الاضطهاد و ضعف الحظوظ في الحصول على عمل فيكون الحل هو سلخهم وركل مؤخراتهم أمام البرلمان من طرف رجال شرطة لا يتوفرون إلا على شهادة الإعدادي أو ما شابه ... فعوض أن تعتذر منهم الدولة لعدم وجود فرص عمل و تبحث لهم عن حل تسلخ طاسيلتهم و كأنها تقول لهم لماذا حصلتم أصلا عن شهادة الدكتوراه
في المقابل هناك شباب آخرون لا يستحقون حتى الشهادة الابتدائية وصلوا إلى مناصب كبرى كالوزارة علاش؟ لأنهم ينحذرون من عائلات برجوازية لها مكانة كبير في البلاد, إذن إذا كنت' مزلوطا' فيجب عليك أن 'تتملحس و تتلصق' في أحد الطلاب البرجوازيين لكي يشغلك في شركته أو مقاولته , هذا هو قدرنا نحن المزاليط الدراسة و البطالة , فما علينا إلا أن نصبر و نحتسب حتى يأتي الفرج من المولى عز و جل .
من خلال استطلاع للرأي عبر الإنترنيت أخدته من احدى الجرائد الالكترونية حصلوا على ما يلي:
الشاب جلال من مصر، تخرج من كلية الاقتصاد منذ سنتين لكنه لم يجد حتى الآن عملا رغم انه تقدم إلى الكثير من الدوائر التي عاملته كمتسول يحتاج إلى المال ليعيش رغم ثقافته الواسعة ومتابعته للهموم والمشاكل التي تواجه مصر حاليا إلا أن أحدا لم يصغ إليه باعتباره شابا صغيرا لا يحق له التدخل والمناقشة.
الشاب وائل من ليبيا، يقلقه وضعه ويسرق النوم من عينيه فهو خريج كلية الآداب منذ ثلاثة أعوام لكنه لم يجد الوظيفة بعد مما جعل زوجة أبيه تكيل له الاتهامات والتي من أولها انه عاطل على العمل وانه بحاجتها لكي تصرف عليه وتطعمه. مما جعله يهرب من المنزل ويلجأ إلى مقاهي الانترنت ليناقش أموره الحياتية مع أقرانه الذين يعانون من نفس المشاكل.
أما احمد، الذي يشعر دوما بتأنيب الضمير لأن البطالة والفراغ جعلتا الأمل في إيجاد فرصة عمل تجعله يبني حياته ومن ثم يتزوج شبه معدوم. فبدد وقته بمتابعة الأفلام الجنسية عبر النت والفضائيات الأوربية. ولعدم توفر فرصة للزواج فقد تزوج بطريقة الزواج العرفي وبدأ يلتقي بصديقته خفية عن أهله وأهلها. ولكن ضميره يلح عليه لإيجاد حل جذري لوضعه المتردي.
بينما بسمة، التي تحمل شهادة المحاسبة لم تجد مجالا للعمل إلا سكرتيرة في عيادة طبيب تغسل الأدوات وتعقمها بعيد عن دراستها واختصاصها
تعددت الأسباب و المشكل واحد فعلى الدول العربية أن تسارع في إيجاد حلول عملية عوض عقد مؤتمرات تافهة لاتهم الرأي العام العربي بل أحيانا يعقدون مؤتمرات حول مواضيع أكثر حداثة من الواقع المر الذي تعيشه جل دولنا العربية و كأننا تغلبنا على جميع المشاكل التي تواجهنا " لا حول ولا قوة إلا بالله العضيم "
لذلك فنحن نترجى من الله أولا قبل العبد أن توفر لنا الدولة مناصب شغل بشكل متكافئ بين الفقير و الغني لكي نقضي بشكل نسبي عن استفحال ظاهرة البطالة ...
الرئيسية 
